اليسار المغربي .. مهام المرحلة وافاق العمل الموحد
الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية / المغرب
إن الحديث عن المهام التي تفرضها المرحلة الراهنة يجرنا، بالضرورة، إلى الحديث عن مميزات هذه المرحلة وعن مآل الديمقراطية في بلادنا.
إن المرحلة الراهنة تتميز، من بين ما تميز به، بعملية تبخيس متعددة الأوجه وممنهجة استهدفت وما زالت تستهدف العمل السياسي الملتزم والمسؤول، إذ ما يلاحظ اليوم، من خلال قراءة للمشهد السياسي، هو العودة القوية للسلوكيات المصلحية والممارسات الانتهازية المخزية، المخربة لقيم الوطنية الحق، والمستهترة بالمصلحة العامة. كما أن ديمقراطيتنا الفتية، الهشة، كنظام لتسيير البلاد، وكآليات لتدبير تناقضات المجتمع والاستجابة لاحتياجاته، وكعامل للاستقرار، والتي من المفروض أن تنشطها أحزاب سياسية ذات مصداقية ومشروعية، تعاني من صعوبات جمة لتترسخ وتتقوى في مجتمعنا. وفي نفس المسعى الرامي إلى ضبط مميزات المرحلة، نستحضر المعطى المرتبط بتوافد حزب جديد على المشهد السياسي الوطني والذي صار غداة انتهاء المسلسل الانتخابي الأخير، يحتل، بقدرة قادر، صدارة الحياة السياسية، وهو حزب بحكم إدعائه قربه البين من الدوائر العليا للدولة، غير قابل للتصنيف كحزب عاد.