أثار انخفاض أسعار النفط جدلا واسعًا بين الأوساط السياسية والاقتصادية، خاصة وأنّ الانخفاض جاء في ظل أزمات جيو- سياسية تسهم بالضرورة بارتفاع أسعار النفط وفق القانون الرأسمالي القائم على العرض والطلب، فاتسعت رقعة الحروب الأهلية والإقليمية، في منطقة تشكل المصدر الرئيسي لإنتاج النفط، وما ينطوي على ذلك من تهديد لانقطاع بعض المصادر النفطيّة، وفي ظل ركود اقتصادي حافظ على وتيرة معينة منذ سنوات، في ظل هذه المناخات انخفضت أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة! فمن الناحية الاقتصادية لم تظهر مقدمات موضوعية مفاجئة تدفع أسعار النفط نحو الانخفاض الكبير إذا ما استثنينا زيادة الإنتاج، كما يتزامن الانخفاض مع دخول موسم الشتاء الذي يفترض زيادة الطلب على المحروقات. والغريب أنّ بعض التفسيرات استندت لمعطيات تحمل الشيء ونقيضه، مما يشعر المرء بخلط للأوراق وتشتيت للأذهان في بعض التحليلات، وقد برز اتجاهان أساسيان يفسران الأسباب والدوافع وراء الانخفاض.

نص المحاضرة التي القاها فهمي الكتوت حول أزمة
الرأسمالية العالمية في منتدى الفكر الاشتراكي

منذ تسعينيات القرن الماضي ويجري البحث عن إجابة على سؤال جوهري: ما هي الاسباب الحقيقية وراء انهيار التجربة السوفيتية. خاصة بعد ان احتلت مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، واصبحت تشكل مركزا قياديا للحركة الثورية العالمة، في مواجهة الامبريالية، والظلم والاستغلال والطغيان. جاء الانهيار المدوي الذي كان أثره كالصاعقة ليس فقط على شعوب الاتحاد السوفيتي فحسب بل على شعوب الارض قاطبتا وخاصة الـدول النامية وفي عدادها البلدان العربية. فمن لم يقدر أهمية وجود الاتحاد السوفيتي قبل انهياره، اعتقد انه الآن يستطيع إدراك أهمية وجود دولة عظمى تحمل مبادئ وأفكار سامية وتؤمن بحق تقرير المصير لشعوب العالم، وتشكل خيارا بديلا للطبقة العاملة والبلدان النامية.

دخلت الحملة العسكرية على تنظيم الدولة الإسلامية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية شهرها الثالث في العراق وأسبوعها الثالث في سوريا، دون أن تشكل عائقا أمام تقدم التنظيم، فبعد معارك ضارية استمرت عدة أيام استبسل فيها المدافعون عن عين العرب بإمكانياتهم المتواضعة، تمكن التنظيم من السيطرة على معظم المدينة. وعلى الرغم من نداءات الإغاثة المطالبة بتقديم الدعم والإسناد لحماية المدينة من السقوط، إلا أن أمريكا اكتفت بالتعبير عن القلق على مصير المواطنين الأبرياء من الوقوع ضحايا مجازر جديدة. فقد عبر كيري عن قلقه حول الأنباء التي تتحدث عن مكاسب للتنظيم في عين العرب، مشيرا إلى أنّ بلاده تراقب الوضع عن كثب. وقال إنّ أكثر من 60 شريكًا تعهدوا بالانضمام إلى الجهود الأمريكية لهزيمة تنظيم الدولة.!

تتواصل اجتماعات خبراء الاقتصاد في العالم للبحث عن سبل الخروج من حالة الركود الاقتصادي، على الرغم من مرور ست سنوات على الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، فقد عُقد اجتماع جديد لكبار خبراء الاقتصاد الخميس الماضي في واشنطن لبحث مواجهة استمرار الركود في ظل مناخ مضطرب، وأزمات جيوسياسية في أوكرانيا وسوريا والعراق ومخاطر صحيّة جراء فيروس إيبولا، التي تسهم في إعاقة النمو الاقتصادي العالمي. وقد حذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد “أنّ الاقتصاد العالمي يواجه فترة طويلة من النمو الضعيف مع ارتفاع معدلات البطالة وتزايد التفاوت الاجتماعي”. وقد قلص الصندوق الدولي من جديد توقعاته بشأن آفاق نمو الاقتصاد العالمي، لتصبح 3.3% خلال العام الجاري.