من نافلة القول أن التغيير آت؛ وأن ما يشهده الوطن العربي حالة استثنائية، وأن تاريخ الشعوب سطر بالتضحيات والدماء، ومع ذلك؛ ما يجري ليس قدرا، لكن التحرر من التبعية، والسعي للتقدم، لهما أعداء بأنياب حادة، من الاحتكارات الرأسمالية ووكلائها في المنطقة، كما لهما جيوش من الفقراء والكادحين والأبرياء الذين يدفعون الثمن. اللحظة التاريخية التي يمر بها الوطن هي الأصعب، لكن الحياة قائمة على ثنائية التناقضات، ووحدة وصراع الأضداد، والتغيير من سنن الحياة، والجديد يولد من أحشاء القديم، رغم ما يشهده الوطن العربي من انهيار سياسي وانحطاط أخلاقي.

ثارتْ قضية اللاجئين السوريين ردودَ افعال مختلفة خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما تسبَّبت الأعداد المتزايدة في الهجرة إلى أوروبا عبر البحار بكوارث إنسانية. بسبب الوسائل غير الآمنة في نقل عشرات الآلاف من السوريين والعراقيين، التي أودت بحياة الآلاف منهم بحوادث مفجعة هزت الضمير الإنساني. دعونا نعترف أولا بأن هؤلاء اللاجئين هم ضحايا الحرب القذرة التي اشعلتها الدوائر الاستعمارية بهدف تدمير البشر والحجر والحضارة الإنسانية والتراث العربي. وليسوا من الفئات التي فشلت في التعايش مع مجتمعها، وأن كلَّ مهاجر عربي عن أرض وطنه يعتبر استنزافا للطاقات البشرية الغنية بالمعرفة والخبرات التي يحتاجها الوطن بغض النظر عن التعددية بنمط التفكير بين أبناء المجتمع الواحد.

خبران لهما مدلولان خطيران، الأول نشر صور قبة الصخرة ومدينة البتراء كمعالم سياحية إسرائيلية، للترويج السياحي للكيان الصهيوني لعام 2016، من قبل المكاتب السياحية الإسرائيلية، فقد وزعت المؤلفة الإنجيلية الأمريكية كاي ارثر برامج سياحية على غلافها صور للمدينة الوردية خزنة البتراء الأثرية، وقبة الصخرة المشرفة في القدس المحتلة، للترويج سياحيا في “إسرائيل”. أما الخبر الثاني فهو إعلان وزارة المالية للكيان الصهيوني أنّ لجنة التخطيط والإنشاءات الوطنية وافقت يوم الثلاثاء على مسار خط أنابيب تصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن، وسيمتد الخط بطول 15.5 كيلومتر بالقرب من الطرف الجنوبي للبحر الميت.