بإعلان مجموعة بريكس عن إنشاء “بنك للتنمية وصندوق للطوارئ” تكون المجموعة قد أقدمت على خطوة هامة نحو ترسيخ نظام عالمي متعدد القطبية. فقد أعلنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف عن توقيع الاتفاق أثناء انعقاد قمة البرازيل، وبرأسمال مبدئي 100 مليار دولار، وسيتخذ البنك من مدينة شنغهاي الصينية مقرًا له. ويتميز تكتل بريكس بتوجهه السياسي المغاير للسياسات الامبريالية، فهو ينطلق بعلاقاته الخارجية من المصالح المشتركة، بعيدًا عن نهج الهيمنة والتبعية، وهذا ما أكدته ديلما روسيف، بأن المجموعة تسعى لتحقيق العدالة والمساواة في الحقوق، كما إنها شددت على ضرورة المشاركة البناءة للمنظمات الدولية في حل المسائل السياسية المعقدة، منعا لأعمال أحادية الجانب لصالح دولة ما، وقد طالب زعماء بريكس بتحقيق إصلاحات في نظام الحصص التصويتية في صندوق النقد الدولي.

منذ عدة أيام والعدو الصهيوني يشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا البنية التحتية والسكان المدنيين، مخلفا عشرات الشهداء ومئات الجرحى. جاء العدوان الصهيوني بعد الجريمة النكراء التي ارتكبها المستوطنون بإحراق الشاب محمد أبوخضير حيًّا بعد حقنه في البنزين، والاعتداء الوحشي على ابن عمه. ليضيف الاحتلال جريمة جديدة لسجله الملطخ بدماء الفلسطينيين. إنّ استدعاء قوات الاحتلال لجنود الاحتياط دليل واضح على النوايا المبيتة لدى العدو الصهيوني لخوض معركة طويلة، هدفها تدمير بنية المقاومة، وقتل الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، فهو يعتقد أن المناخ السياسي عربيا وإقليميا أصبح ملائما لفرض شروط الاستسلام على الشعب الفلسطيني.

إذا كانت السياسات الليبرالية المنفلتة القائمة على تحرير أسواق المال والتجارة وفرض الضرائب غير المباشرة وإفقار المواطنين، وراء إسقاط حسني مبارك ومحمد مرسي؛ فالحكومة الانتقالية التي شكلها المستشار عدلي منصور برئاسة حازم الببلاوي ليست أوفر حظًا. أختير الببلاوي بصفته شخصية اقتصادية يتمتَّع بخبرات واسعة، وكان من أولى مهامه التصدي للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر، وعلى الرغم من الغموض الذي اكتنف إقالته، إلا أن أسباب الإقالة لم تكن لخلافات تتعلق بالنهج الاقتصادي، حيث واصلت حكومة إبراهيم محلب النهج ذاته، ولم تشهد مصر خطوات إيجابية ملحوظة في الجانب الاقتصادي خلال العام الأخير، إن لم نقل إن الأزمة تفاقمت بشكل ملموس، لعدم وجود رؤية استراتيجية واضحة لمواجهتها.