وفرت الحكومة على نفسها عناء البحث والتفكير عن حلول لمواجهة الازمة وارتفاع الاسعار, بتعويم اسعار المشتقات النفطية, وهي تتصرف كونها طرفا حياديا تصدر الاوامر الشهرية برفع الاسعار وفقا لاحدث معلومات البورصة العالمية, اعتقد البعض ان الحراك السياسي الذي شهدته البلاد سوف يكون مناسبة لاجراء مراجعة للسياسة الاقتصادية والاجتماعية, لكن الحكومة ماضية دون ان تلتفت الى معاناة المواطنين وخير دليل على ذلك مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد الذي تضمن تخفيض الضرائب على البنوك وشركات التأمين والاتصالات بتكلفة قدرها امين عام وزير المالية 300 مليون دينار سنويا.. لدعم كبار الرأسماليين! ورفعت الحكومة الدعم عن الفقراء لازالة التشوهات الهيكلية للموازنة.

من اهم التحديات التي تواجه البلاد قضايا الفقر والبطالة والتضخم, وهي ليست مستعصية الحل, بل يمكن حلها ومعالجتها تدريجيا وعبر برامج طويلة الامد شريطة توفر هذه البرامج. تشير المعلومات ان مستويات البطالة والفقر اخذة بالاتساع على الرغم من التقارير الرسمية التي تتحدث عن الحفاظ على مستوياتها, خاصة في ظل ارتفاع مستويات التضخم حيث يشير تقرير البنك المركزي لشهر حزيران ان معدل التضخم خلال الشهور الخمسة الاولى من العام الحالي بلغ نحو 12.7% ومجموعة المواد الغذائية 15.5%, وهو مرشح للارتفاع خلال العام الحالي, ما زالت الارقام الرسمية تتحدث عن نسبة بطالة بحدود 14.1% للربع الاول من العام الحالي, ويواجه العمال العديد من التحديات في سوق العمل, فهم يتعرضون للمنافسة الشديدة من قبل العمالة الوافدة.

تحت هذا العنوان تناولت في الاسبوع الماضي بعض مظاهر الازمة, والحراك السياسي الذي تشهده البلاد, احتجاجا على تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وارتفاع مستويات التضخم نتيجة تحرير اسعار المشتقات النفطية وارتفاع اسعار المواد الاساسية, وتحميل الفئات الشعبية اثار ونتائج الازمة الاقتصادية. الحراك السياسي داخل المجتمع الاردني يتفاعل مع اشتداد تأثير الازمة, وهو مرشح بانخراط اوساط وشرائح اجتماعية جديدة, لعدم اتخاذ الحكومة التدابير الضرورية لحماية المواطنين من ارتفاع الاسعار, شهد المجتمع محاولات من قبل ناشطين, افرادا وتجمعات واحزابا لكسر حاجز الصمت احتجاجا على تدهور الاوضاع المعيشية, ومن ابرز هذه النشاطات.