أثار مقال الأسبوع الماضي ردود أفعال متباينة عبر التواصل الاجتماعي، ومن خلال الاتصال والرسائل الخاصة، عنوان المقال كان “انهيار أسعار النفط يُهدد بإشعال أزمة مالية جديدة”.. أشكر الذين تفاعلوا مع المقال وأبدوا ملاحظاتهم بشكل عام. وسأتوقف عند رسالتين متعارضتين إلى حد ما، من صديقين أكن لهما كل الاحترام والتقدير والاعتراف بسعة اطلاعهما وقدراتهما التحليلية.

ودع العالم عامًا ثقيلا وحزينا؛ حمل الكثير من الآلام والكوارث والمآسي على الشعوب العربية خاصة، وشعوب العالم عامة، ويمكن وصفه بعام “الإرهاب الأسود” بفضل الممارسات الفاشية التي نفذتها الحركات الإرهابية في عدد من الأقطار العربية والأجنبية، وكان لهذه الممارسات تداعيات خطيرة من قتل وتدمير وتشريد لأوساط واسعة من الشعب السوري على وجه الخصوص. ولم تعد خافية العلاقة بين ما يجري في الوطن العربي، وحروب النفط التي أدت إلى انهيار سعر البرميل إلى ما دون الثلاثين دولارًا، والأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي مازالت من سمات المرحلة.

تعاني موازنات الدولة من عجز مزمن منذ نشوء الامارة، وللتدقيق في الأسباب الحقيقية لا بد من العودة الى الإيرادات ومصادرها، والنفقات وابوابها: وفي باب الإيرادات؛ اعتمدت الخزينة بشكل رئيسي على الجباية الضريبية من خلال الضرائب غير المباشرة، وعدم استثمار موارد البلاد بشكل مناسب، وقد ازداد الوضع سوءا بعد صدور قانون الضريبة العامة على المبيعات وتنفيذ سياسة التخاصية، حيث كانت تشكل الإيرادات الضريبية لغاية أواسط تسعينات القرن الماضي حوالي 54% من الإيرادات المحلية، وبعد صدور قانون ضريبة المبيعات في عام 1994 واتساع شموله في السنوات اللاحقة، ارتفعت نسبة الإيرادات الضريبية الى حوالي 70% في موازنة عام 2015، وإذا اضفنا الرسوم والرخص الى الإيرادات الضريبية ترتفع النسبة الى حوالي 82%. وهنا ادعو الى الاقلاع عن المقولة الخاطئة بان الأردن بلد فقير ومحدود الموارد، والعمل على استثمار موارده، لا اتحدث عن الغاز او النفط، بل اتحدث عن البوتاس والفوسفات وغيرها من الثروات المختلفة التي تعترف الحكومة بوجودها. على سبيل المثال مبيعات الأردن من البوتاس المستخرج من البحر الميت بلغت حوالي 700 مليون دولار في عام 2014، بينما مبيعات العدو الصهيوني من نفس المصدر بلغت 6.1 مليار دولار في نفس العام؟!

لا أنتظر استجابةً من أصحاب القرار؛ للعودة عن السياسات الكارثية التي مزَّقتْ الوطن العربي وبدَّدتْ أمواله وفتَّت نسيجه الاجتماعي، بل أنبِّه من استمرار هذه السياسات، ومن الانحدار نحو مزيد من الكوارث؛ فالمشهد العربي فيه كثير من الدروس والعبر، والأضرار التي لحقتْ بالشعوب العربية ما كان يُقدم عليها حاكم مُنتخب من قبل شعبه. فمن يصل إلى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، ينتظر من يحاسبه على إخفاقاته، أو يكرمه على نجاحاته التي تُسهم في صنع تاريخ أمة شامخة يضاهى بها الأمم؛ فهناك عظماء دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، وهناك من أوصلوا أمتهم إلى الدرك الأسفل.

انتزعتْ البرجوازية الصاعدة في أواخر القرن الثامن عشر الحرفيين والفلاحين من ورشهم وأراضيهم لتحولهم إلى عمال مأجورين، يتمتعون بحرية بيع قوة عملهم، لكن بشروط رأس المال، ساعات عمل طويلة تصل إلى 16 ساعة في اليوم، وأجور زهيدة، ومع دخول الآلة الكهربائية في عصر الثورة الصناعية؛ تعرض أعدادا كبيرة من العمال للفصل من العمل، كانت ردود أفعالهم عنيفة في مواجهة قطع أرزاقهم؛ فقد حطم عمال النسيج في بريطانيا على سبيل المثال الآلات والماكينات التي حلت مكانهم، معتقدين أنَّ الثورة العلمية التكنولوجية تسبَّبت بطردهم من العمل، وجلبت لهم الخراب بإدخال الآلات الصناعية الحديثة، غير مدركين أنَّ أسلوب الإنتاج الرأسمالي هو الذي دفعهم إلى سوق البطالة. وبدلا من معالجة مشكلة البطالة وتخفيض ساعات العمل، أقدمت الحكومة البريطانية في حينه على معاقبة العمال، بإصدار الأحكام الجائرة التي تراوحت بين الاعتقال والإعدام والنفي. واستثمر رأس المال التقدم الصناعي والتقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات في مرحلة لاحقة في مواجهة الأزمات الاقتصادية.

ايها الرفيق العزيز ابا خالد
ايها الفارس ..
ايها الانسان الطيب .. يا رجل المبادئ.
رحلت مبكرا وانت في ذروة عطائك .. رحل المناضل والشخصية الوطنية.. طيب الذكر، الرفيق الدكتور ايمن مدانات، كان وقع الخبر كالصاعقة..
تربطنا بأيمن أفكار ومبادئ .. تربطنا قضايا الحرية والديمقراطية .. قضايا الفقراء والكادحين .. قضايا المعذبين في الأرض .. يربطنا النضال المشترك.. ضد القهر والفقر والاستبداد .. ضد نهب ثروات الوطن ..ضد الفساد السياسي والمالي والإداري وتبديد موارد الامة .. ضد تجويع وافقار المواطنين .. ضد تحميل الشعب أعباء الازمات.
حمل ايمن مبادئ واهداف نبيلة ..من اجل أردن وطني ديمقراطي..من اجل التصدي للمؤامرة الدنيئة التي تواجه الامة العربية .. التصدي للدعوات الرجعية والصهيونية الهادفة الى تفتيت النسيج الاجتماعي وزج الوطن العربي بحروب مذهبية وطائفية ..والنضال ضد الأفكار الظلامية الإرهابية ..ناضل من اجل الاهداف النبيلة بدعم الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته كبقية شعوب الأرض. وحق العودة للاجئين المبعدين عن ارض فلسطين.

احتلت موازنة السعودية أهمية خاصة لدى الأوساط السياسية، باعتبارها مؤشرًا لاستمرار تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، وقد سجل عام 2015 أكبر عجز في تاريخ السعودية بلغت قيمته 98 مليار دولار، وشكل نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي، متأثرا بانخفاض الإيرادات بـنسبة 42% مقارنة مع 2014، وارتفاع النفقات العسكرية.