قبل ربع قرن وفي مثل هذا اليوم من عام 1989، شهدت البلاد هبة شعبية عارمة، احتجاجا على تحميل المواطنين اعباء الازمة المالية والاقتصادية التي انفجرت نتيجة اغراق البلاد بالمديونية، واختفاء الاحتياطيات من الذهب والعملات الاجنبية، وانهيار سعر صرف الدينار امام العملات الاجنبية، واخضاع الاردن لاملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، وكان في مقدمة ذلك رفع اسعار المشتقات النفطية، وتحرير الاسواق، ورفع الدعم عن السلع الضرورية، هذا النهج الذي افقر الاردنيين وعرض قسما كبيرا منهم لضنك العيش، اصطدم برفض شعبي عارم تجسد في ارقى صوره في هبة نيسان المجيدة التي انطلقت من الجنوب برفض الاجراءات الحكومية برفع اسعارالمشتقات النفطية. 
جاء الرد سريعا من قبل الاجهزة الامنية، حيث سقط عدد من الشهداء دفاعا عن لقمة العيش.. دفاعا عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية… وهم وفقا لما نشرته جريدة العرب اليوم يعقوب سليمان قطاونه وابراهيم مطيع قطاونه من الكرك, واحمد حسين السعودي من معان, وسامي الرواد , وعمر ابو دخيه , وسليمان ابو هلاله , ويحيى مرزوق عبكل من معان, ومحمد العوران من الطفيلة, ومحمود النسعه من معان, وصقر علي هويمل الخطيب من معان, وهارون ابو حيانه من معان, ورافع مليح العودات من الحسينية, وعوض طاهر الحجايا من الحسينية, وعامر كريشان من معان. كما اقدمت السلطة على حملة اعتقالات واسعة شملت الاف المواطنين، كما شملت عدد غير قليل من صفوف الحركة الوطنية ونشطاء الحزب الشيوعي من بينهم موسى قويدر، زكي الطوال، فايز بجالي، فهمي الكتوت، عبد العظيم زاهدي، نسيم الطوال، رشيد شقير، سالم النحاس، علي الزيود، رياض النوايسه، امجد مدانات،ذيب عويس، ياسين الطراونه، وليد العطيوي، سعيد مضية، عرفات الاشهب، عبد الله زريقات، أحمد جرادات، مازن حنا ، سامي حمارنة ، مصطفى شنيكات، خالد الكلالدة، هاشم غرايبة، اديب النمري، بشار النمري، موسى عباسي ، ذيب عويس ، نواف نافع ، عزت الدريدي ، رأفت عزام، سليمان الأزرعي، محمود الحاج ،جورج حدادين ، فارس الصناع، أحمد أبو خليل، سالم قبيلات، شريف الطوالبة، محمد مشرف ، راضي زيادات، سمير سماوي، سعيد قموه، جمال الخطيب، عماد شاهين وفايز حمام ، يوسف التلاوي، وائل قعوار, توفيق حداد, سمير حمدان، ياسر قبيلات، يوسف سميرات, منور سميرات، محمد الزعبي، نبيل اسماعيل، جهاد بقاعين، هايل حداد. 
واصلت الجماهير الشعبية تحديها للاجراءات الحكومية، واصدرت الاحزاب السياسية والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني، والتجمعات الشعبية والشخصيات الوطنية، عشرات المذكرات التي اجمعت على اقالة حكومة زيد الرفاعي، وتشكيل حكومة وطنية تستجيب لمطالب الشعب، ومعاقبة الفاسدين، وإلغاء قرارات رفع الأسعار، وإجراء انتخابات نيابية حرة نزيهة، وإطلاق الحريات العامة، والغاء الاحكام العرفية.

بينما كانت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي، تعبِّر عن تفاؤلها بسبب التحسن الطفيف الذي طرأ على الاقتصاد العالمي، لم تُخفِ عدم ارتياحها من حجم التحديات الكبيرة التي تواجهه؛ فهي تحذِّر من ضعف النمو الاقتصادي خلال السنوات المقبلة، والمخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي. وتشير إلى ثلاثة مخاطر تؤثر في النمو؛ وهي: معدل النمو فائق الانخفاض بالاقتصادات المتقدمة، وزيادة المخاطر التي تواجه الاقتصادات الصاعدة، والمخاطر السياسية؛ مثل: الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.

  جريدة الجماهير/   لم تأت سياسة التخاصية في الاردن تلبية لحاجة ضرورية للاقتصاد الوطني، كما حاول التقرير تبريرها، بل نتيجة نهج الليبرالية الجديدة بقيادة الولايات المتحدة الاميركية. انطلاقا من التوجهات التي تبنتها المراكز الرأسمالية بهدف توسيع السوق الرأسمالي، وتشديد قبضة التبعية السياسية والاقتصادية، وقد جاءت سياسة التخاصية في البلاد تنفيذا لبرامج التكيف واعادة الهيكلة التي نفذتها الحكومات المتعاقبة، نتيجة املاءات خارجية، بذريعة تعثر بعض المؤسسات، او جذب الاستثمارات الأجنبية، وكأن ملكية المؤسسة تحول دون تحقيق استقلال مالي واداري للمؤسسة المملوكة للدولة، او الاستفادة من خبرات اجنبية في ادارة المؤسسة مع الاحتفاظ بملكية الاصول، كما يمكن ادخال شريك استراتيجي في حالات معينة تقتضي الاستعانة بخبرات تقنية عالية، وبالتأكيد هذه الحالات لا تنطبق على بروناي التي  اشترت ما يعادل 37% من مجموع أسهم شركة الفوسفات بسعر اقل ما يقال عنه غير عادل. اضافة الى شركة الكهرباء التي تحقق ارباحا عالية مقارنة مع قيمة شراء موجودات الشركة التي بلغت 115 مليون دينار في حين قدرت قيمة اصول الشركة من اراضي ومعدات وبنية تحتية بأكثر من مليار دينار.