غادرنا القائد الشيوعي والشخصية الوطنية المناضل فايز بجالي .. غادرنا الاخ الكبير والصديق الغالي الانسان فايز بجالي .. غادرنا بعد حياة مليئة بالنضال، كرس رفيقنا حياته دفاعا عن استقلال الأردن السياسي والاقتصادي .. ودفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .. وحق العودة، ومن اجل الحرية والديمقراطية .. من اجل العدالة والمساوة .. من اجل الفقراء والمهمشين.. من اجل العمال والفلاحين.

رَغْم الاحتفالات التقليدية التي يشهدها العالم في وداع عام منتهٍ، والتي تعبر عن مشاعر إنسانية متفائلة باستقبال عام جديد، يحمل للبشرية السلم والعدل والاستقرار والحياة الآمنة، إلا أنَّ اللحظة التاريخية التي نعيشها ما زالت لا تبشر بتحقيق الأحلام والأمنيات للبشر. وما زالت الاحتكارات الرأسمالية ترتكب أبشع الجرائم بحق شعوب الأرض للاستيلاء على الثروة. ولم تتوان في استخدام أبشع السبل لتحقيق الربح السريع، غير آبهة باستخدام القتل والتدمير والتشريد لتمرير مصالحها، وما يجري في الوطن العربي إلا نموذج على ذلك.

كشف التقرير الصادر عن المنتدى الاستراتيجي العربي بدبي عن حجم الخسائر الفادحة التي لحقت في الدول العربية خلال السنوات الأربعة الماضية بسبب أعمال التخريب. فقد تكبدت الدول العربية نحو 1.34 مليون قتيل وجريح، نتيجة الحروب المستعرة والعمليات الإرهابية، وتم تشريد أكثر من 14.389 مليون لاجئ. أما الخسائر المادية والاقتصادية فقدرها التقرير بنحو 833.7 مليار دولار أمريكي، شملت تكلفة إعادة البناء، وخسائر الناتج المحلي، والسياحة، وتكلفة اللاجئين، وخسائر أسواق الأسهم والاستثمارات. وقد استند التقرير على معلومات البنك الدولي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهيئات متخصصة تابعة للأمم المتحدة. أما اللغز؛ بعدم شمول ثمن الأسلحة التي انفقت للمجمع العسكري الرأسمالي، كما لم تشمل المنازلة السعودية – الروسية في مجال النفط!

لم يعُد الإرهاب ظاهرة محلية تعاني منها الشعوب العربية فحسب؛ بل أصبح وباء يهدد الإنسانية جمعاء، وما يجري في هذه المرحلة من استيطان للإرهاب، يعتبر ثمرة للسياسات الأمريكية في الوطن العربي؛ بدءا من احتلال العراق، وتدمير بنيته الأساسية وحل الجيش العراقي وتفتيت النسيج الاجتماعي، وفرض دستور بريمر الطائفي. مرورا بدعم وتمويل الحركات السلفية المتطرفة. وانتهاء بتوفير المناخات الحاضنة للإرهاب. ومن أولى ضحايا هذه السياسات الشعوب العربية، ممن تعرَّضوا للقتل والتدمير والتشريد والتهجير في مختلف بقاع الأرض.

في غمرة الأحداث الكارثية التي يمر بها الوطن العربي، من حالة الانهيار السياسي والاقتصادي والأمني، والسعي المحموم للإمبريالية في تفتيت “الدولة القُطرية” التي انجبتها اتفاقية سايكس بيكو، -بعد ما استنفذت مهمتها-، يعلن مدير المخابرات الفرنسي، وبحضور وتأييد من مدير المخابرات الأمريكي، إن “الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة”. اعتقدت الإمبريالية أن نجاحها بتحويل مسار الثورات الشعبية، ووضع الوطن العربي أمام خيارات صعبة، أما القبول بنظم الفساد والاستبداد،وأما جحيم الحركات التكفيرية الإرهابية.

إذا كانت الثروة النفطية سببًا في تفوق اقتصادات كل من السعودية والإمارات على الاقتصاد المصري، إلا أن دولا مثل إندونيسيا وتايلند وكوريا الجنوبية وماليزيا، لم يكن النفط سببا في تفوقها. في حين كانت مصر في طليعة هذه الدول عام 1965، بعد إنجاز خطتها الخمسية الأولى، وأن القيادة السياسية التي تولت الحكم بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، -الذي يصادف ذكرى مرور 45 عاماً على وفاته- هي وراء تقهقر مصر سياسيا وانحدارها اقتصاديا.

تعاني الاقتصادات العربية من تداعيات الازمات السياسية والاقتصادية المتفاقمة والمتعددة الأوجه منها: التدخل الأطلسي المباشر في ليبيا عام 2011 والذي كان سببا مباشرا في انهيار الاقتصاد الليبي الناجم عن تراجع صادرات النفط. وانخفاض الناتج المحلي للعام 2011 إلى 34.7 مليار دولار مقارنة مع 74.8 مليار دولار لعام 2010. وانكماش الاقتصاد السوري منذ العام 2011 وحتى مطلع العام 2014 بنسبة 40%، بسبب التدمير الذي لحق البنية التحتية للدولة السورية، وانهيار قسم كبير من القطاعات الاقتصادية الصناعية والزراعية وهجرة ملايين السوريين إلى الخارج.

الورقة التي قدمتها للندوة الحوارية حول مستجدات الازمة السورية
التي عقدت مساء 25-10-2015 في المنتدى العربي في عمان

مع اقتراب موعد رفع سعر الفائدة على الدولار الذي حدده مجلس الاحتياطي الأمريكي قبل نهاية العام الحالي، برزت ردود أفعال متباينة إزاء القرار المرتقب، فقد حذرت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي من انهيار الاقتصاد العالمي في حال رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة على الدولار. وأوضحت؛ ان الاقتصاد العالمي ينمو بنسبة 3.1% قياساً بـ 3.4%في العام الماضي 2014، مشيرة الى ان الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية قد زادت، في حين انخفضت آفاق النمو على المدى المتوسط. في حين أعلنت جانيت يلين رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي ان البدء في رفع أسعار الفائدة هذا العام معقول من اجل ابقاء السيطرة على التضخم.