اعلن رئيس الوزراء في لقاء مع رؤساء النقابات المهنية ان مجلس الوزراء اقر الملامح الرئيسة لمشروع قانون ضريبة الدخل, ولم يقر بعد التفصيلات الدقيقة التي يشتمل عليها القانون, ومن باب التذكير المشروع المقدم من مجلس الورزاء هو المشروع الثاني خلال اقل من عام حيث صدر الاول بصيغة قانون مؤقت في 30/11/2005 كان مفترض ان يكون ساري المفعول في 1/1/,2006 الا ان الحكومة سحبت القانون بعد رده من مجلس النواب على اثر الحملة الواسعة التي شنتها الهيئات الشعبية والنقابية والصحافية الالغائه لاعتبارات دستورية واخرى جوهرية تتعلق في مضمون القانون.

العدوان الاسرائيلي البربري الذي استهدف تدمير لبنان لم يكن في حال من الأحوال بهدف تحرير الجنديين الاسرائيليين، ولا ردة فعل على اسرهم، كان عدوانا مبيتا، ومعدا له منذ زمن، وحديث رايس عن شرق أوسط جديد لم يكن وليد الصدفة التي شاءت الأقدار أن تظهر صيغة شرق أوسط جديد على أثر أسر الجنديين، بل هي تأكيد على توجهات امريكية اسرائيلية مسبقة، فالتدمير المنهجي لكافة مجالات الحياة في لبنان من مجمعات سكنية ودور عبادة ومؤسسات اعلامية وجسور وطرق وقتل وجرح آلاف الأبرياء وتشريد نصف مليون لبناني، ليس بهدف اعادة اسيرين لدى حزب الله، فمنذ الأيام الأولى للعدوان بدأ الحديث عن تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 وتجريد حزب الله من سلاحه.
لا شك ان اسرائيل فوجئت بهذا الصمود الاسطوري لحزب الله، وبهذه القدرة القتالية العالية لحركة المقاومة اللبنانية، وبتحصيناتها لمقاتليها وقواعدها الصاروخية التي نالت اعجاب وتقدير الاعداءقبل الأصدقاء، بالاضافة الى قصفها اليومي للقرى والمستوطنات والمدن الاسرائيلية وتدمير البارجة الاسرائيلية في عرض البحر، مما خلق حالة هلع لدى المواطنين الاسرائيليين وإرباك لقيادتهم العسكرية والسياسية التي كانت تبدو في كثير من الحالات فاقدة لأعصابها، فما كان من هؤلاء النازيين الجدد الا إصدار التعليمات للبوارج الحربية والطائرات العسكرية بتوجيه الضربات على المدن والقرى اللبنانية وحصد آلاف اللبنانيين من المدنيين العزل، وتدمير الحجر والشجر والبشر.
لقد جاء القصف الاسرائيلي الهمجي للمدنيين بهذه الفظاعة، تعبيرا عن عجز الجيش الاسرائيلي في مواجهة حركة المقاومة اللبنانية الجبارة، وانتقاما من الشعب اللبناني وقواه الوطنية لالتفافهم حول المقاومة اللبنانية، وعلى أمل شق صفوف المجتمع اللبناني، وتحريض للقوى التي جاهرت قبل العدوان الاسرائيلي بالمطالبة بنزع سلاح حزب الله لدفعها نحو مواجهة حزب الله وتحميله مسؤولية تدمير لبنان كرد فعل على نشاطه. كما برز من بعض التصريحات اللبنانية والعربية، وعلى الرغم أن هذه الأصوات لم تجد صدى لها أثناء المعركة الا بشكل محدود، الا أن قوى لبنانية وعربية معنية بالتخلص من الدور الهام والرئيسي الذي يقوم به حزب الله في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي سوف تبرز فيما بعد، آخذة من تدمير لبنان حجة لكي توقف نشاط حركة المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل، وبذلك تكون ارتكبت هذه القوى خطأ تاريخيا في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي، فالصمود الرائع والمواجهات العنيفة التي خاضتها حركة المقاومة الللبنانية، وحالة الرعب التي عاشها المجتمع الاسرائيلي ينبغي ان يدفع ثمنه الاحتلال الاسرائيلي بالانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وتبادل الأسرى، ولتحقيق ذلك يجب توفير كل الدعم والمساندة لحزب الله لكي يحقق هذه الأهداف النبيلة.
لقد كشفت المعركة التي خاضها حزب الله ضد العدوان الامبريالي الصهيوني عن حقائق لا بد من الوقوف عندها وأخذها بعين الاعتبار، سوف يكون لها أكبر الاثر على مستقبل المنطقة ما بعد المعركة.
* أصيب الجميع بالذهول للمشهد التدميري الذي نفذه النازيون الجدد في اسرائيل بقرار مسبق وبتنسيق مع المحافظين الجدد في امريكا لمختلف مجالات الحياة في لبنان، من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، دون أي اعتبار للمواثيق الدولية أو الأعراف أو الجوانب الانسانية، وقد فشلت كافة المحاولات لوقف هذا العدوان البربري، بفضل الدعم غير المحدود من قبل اليمين الصهيوني في الادارة الأمريكية، والكيل بمكيالين بتشجيع اسرائيل على تدمير لبنان جهارا نهارا بحجة ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها، متذرعة أن عدوانها هذا بهدف تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 ومن سخريات القدر أن اسرائيل تدعي الحرص على تطبيق الشرعية الدولية، وهي الدولة الوحيدة في العالم المتمردة على القرارات الأممية، ولم تطبق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي لا حصر لها.
* وقفت الشعوب العربية اجلالا واكبارا وتقديرا للدور البطولي الرائع لحركة المقاومة اللبنانية، والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اللبناني، وللقدرات الفائقة والمنظمة لحزب الله الذي نجح في استثمار وتوظيف كافة الامكانيات المتاحة له لبناء حركة مقاومة جبارة في وجه الاحتلال الاسرائيلي، أما النظام العربي فقد كشف عن عجزه التام والمطلق في الدفاع عن أمنه القومي، فبعد احتلال وتدمير العراق وفلسطين جاء تدمير لبنان، وكان أقصى درجات ردود الأفعال العربية اصدار بيان ضعيف لا قيمة له من الناحية السياسية والدبلوماسية من وزراء الخارجية العرب، ليكشف عن انهيار دور مؤسسة القمم العربية، التي لم تعد هذه المؤسسة تملك سوى الاستجداء على اعتاب الأمم المتحدة والدول الكبرى دون مجيب.
* اعلان أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى عن سقوط التسوية السلمية، ماذا يعني قرار الجامعة العربية وما هي استحقاقات هذا القرار في ظل الخلل الخطير لموازين القوى بين البلدان العربية واسرائيل، وبعد الدخول في نفق الحلول المنفردة منذ سبعينات القرن الماضي، ونجاح اسرائيل بالتفرد في البلدان العربية، وما نشاهده في هذه الأيام الا تعبير عن فشل الحلول الفردية، والثمن الباهظ الذي يدفعه العرب لهذا النهج، لكن السؤال الرئيس لم تطرح الجامعة العربيةالبديل لسقوط التسوية، هل هي دعوة رؤساء أركان حرب الجيوش العربية لمناقشة استراتيجية وتكتيك المعركة في المرحلة المقبلة…!؟ أم التخلي عن كافة الأراضي المحتلة من قبل اسرائيل وعفى الله عن ما مضى…؟ ام الاستفادة من دروس وعبر المقاومة اللبنانية وتجربة حزب الله بتعبئة الشعوب العربية واعدادها لتحرير الأراضي العربية.