غادرنا القائد الشيوعي والشخصية الوطنية المناضل فايز بجالي .. غادرنا الاخ الكبير والصديق الغالي الانسان فايز بجالي .. غادرنا بعد حياة مليئة بالنضال، كرس رفيقنا حياته دفاعا عن استقلال الأردن السياسي والاقتصادي .. ودفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .. وحق العودة، ومن اجل الحرية والديمقراطية .. من اجل العدالة والمساوة .. من اجل الفقراء والمهمشين.. من اجل العمال والفلاحين.

مع إدراكنا لطبيعة العلاقة بين الخاص والعام، وطبيعة التناقضات المتعددة في المجتمع، منها الرئيسي ومنها الثانوي؛ فالتناقضات بين المستغِلين والمستغَلين تناقضات رئيسية في النظام الرأسمالي. وفي ظروف الاحتلال يحتل التناقض مع العدو الأجنبي المقام الأول، ويصبح تناقضا رئيسيا، وتتشكل الجبهات والتحالفات بين القوى الاجتماعية الوطنية في مواجهة العدو الأجنبي، وقد أسهمت الجبهات الشعبية والوطنية في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية في التصدي للمحتلين النازيين والفاشيين. وقد استحدث المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي، فكرة “الكتلة التاريخية” التي وصفها المفكر الراحل محمد الجابري بأنها “ليست مجرد جبهة بين أحزاب، بل هي كتلة تتكون من القوى التي لها فعل في المجتمع أو القادرة على ممارسة ذلك الفعل، ولا يُسْتَثنى منها بصورة مسبقة أي طرف من الأطراف، إلا الطرف أو الحزب الذي يضع نفسه خارجها وضدها وضد أهدافها”.

رَغْم الاحتفالات التقليدية التي يشهدها العالم في وداع عام منتهٍ، والتي تعبر عن مشاعر إنسانية متفائلة باستقبال عام جديد، يحمل للبشرية السلم والعدل والاستقرار والحياة الآمنة، إلا أنَّ اللحظة التاريخية التي نعيشها ما زالت لا تبشر بتحقيق الأحلام والأمنيات للبشر. وما زالت الاحتكارات الرأسمالية ترتكب أبشع الجرائم بحق شعوب الأرض للاستيلاء على الثروة. ولم تتوان في استخدام أبشع السبل لتحقيق الربح السريع، غير آبهة باستخدام القتل والتدمير والتشريد لتمرير مصالحها، وما يجري في الوطن العربي إلا نموذج على ذلك.

كشف التقرير الصادر عن المنتدى الاستراتيجي العربي بدبي عن حجم الخسائر الفادحة التي لحقت في الدول العربية خلال السنوات الأربعة الماضية بسبب أعمال التخريب. فقد تكبدت الدول العربية نحو 1.34 مليون قتيل وجريح، نتيجة الحروب المستعرة والعمليات الإرهابية، وتم تشريد أكثر من 14.389 مليون لاجئ. أما الخسائر المادية والاقتصادية فقدرها التقرير بنحو 833.7 مليار دولار أمريكي، شملت تكلفة إعادة البناء، وخسائر الناتج المحلي، والسياحة، وتكلفة اللاجئين، وخسائر أسواق الأسهم والاستثمارات. وقد استند التقرير على معلومات البنك الدولي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهيئات متخصصة تابعة للأمم المتحدة. أما اللغز؛ بعدم شمول ثمن الأسلحة التي انفقت للمجمع العسكري الرأسمالي، كما لم تشمل المنازلة السعودية – الروسية في مجال النفط!

لم يعُد الإرهاب ظاهرة محلية تعاني منها الشعوب العربية فحسب؛ بل أصبح وباء يهدد الإنسانية جمعاء، وما يجري في هذه المرحلة من استيطان للإرهاب، يعتبر ثمرة للسياسات الأمريكية في الوطن العربي؛ بدءا من احتلال العراق، وتدمير بنيته الأساسية وحل الجيش العراقي وتفتيت النسيج الاجتماعي، وفرض دستور بريمر الطائفي. مرورا بدعم وتمويل الحركات السلفية المتطرفة. وانتهاء بتوفير المناخات الحاضنة للإرهاب. ومن أولى ضحايا هذه السياسات الشعوب العربية، ممن تعرَّضوا للقتل والتدمير والتشريد والتهجير في مختلف بقاع الأرض.