لم تأت صفقة الغاز بمعزل عن الظروف والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، بل محاولة لاستغلال حالة الانهيار العربي، وتدمير البنية التحتية لكلٍّ من سوريا والعراق وليبيا واليمن، فقد تهافت أصحاب المشاريع الإمبريالية-الصهيونية-الرجعية لعقد الصفقات، اعتقادا منهم ان الوقت قد حان لحصاد نتائج المعركة التي خاضتها القوى الظلامية بالوكالة وأنَّ الطريق أصبح معبدًا امام تصفية القضية الفلسطينية، واخضاع الشعوب العربية لمشيئة الامبريالية. ان محاولات التوطين وتصفية القضية الفلسطينية ليست جديدة، فقد بدأت منذ أوائل العقد الخامس من القرن الماضي، وأنَّ الشعوب العربية نجحت بدفن هذه المشاريع بمهدها، وان مصير المشاريع الجديدة لن يكون أفضل من سابقاتها.