توقع المواطن تدخلا ما لضبط الاسعار, ووقف الانفلات الذي اجتاح كافة السلع والمواد الاساسية, لكن ذلك لم يحدث, فقد احدث انفلات الاسعار تداعيات خطيرة على الاردنيين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية, الاجراءات الحكومية الخاصة بتحرير اسعار المشتقات النفطية, واضافة ضريبة مبيعات على مادة البنزين من 4% – 16%, مسؤولة بالدرجة الاولى عن ما تشهده السوق المحلية من اشتعال للاسعار. بعض التجار والسماسرة اغتنموا هذه الفرصة لتحقيق ربح فاحش, من دون ان تحرك الجهات الرسمية ساكنا, لوقف هذا التلاعب والتحكم بقوت المواطنين, يقف المواطن مذهولا امام صمت الحكومة, مكتفية بمناشدة التجار بعدم رفع الاسعار, او متمنية على اصحاب العمل زيادة الرواتب..!

بمبادرة من منتدى السياسات, التقينا مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي الدكتور عمر الرزاز, للاطلاع على الاسباب الموجبة لصدور مشروع قانون الضمان, ومناقشته حول النقاط الاساسية, بداية اقدر حرص المؤسسة ومديرها على اموال المؤمنين, شريطة ان لا يتحول هذا الحرص الى نقمة عليهم, واتمنى ان يتوفر نفس الحرص في مجالات الاستثمار. اللافت ان قسما مهما من هذه التعديلات يهدف الى حرمان العمال والموظفين من حقوقهم, سواء من خلال تخفيض نسبة الاحتساب, او حرمان بعض حالات اصابات العمل من الانتفاع, او تخفيض الاجر الخاضع للضمان, مع ذلك يحتوي المشروع على بعض العناصر الايجابية, منها وضع سقف للراتب الخاضع للضمان, او ربط الرواتب التقاعدية بالتضخم.

احدث رحيل الحكيم اصداء واسعة بين الاوساط الفلسطينية والعربية, ويعود ذلك للمكانة التي كان يحتلها الحكيم في حركة التحرر العربية, فقد شكل الحكيم ظاهرة مميزة في الوطن العربي منذ نهاية ستينيات القرن الماضي, كان عنوانها الرفض والتمرد..الرفض للسياسات الاستعمارية والصهيونية, ومحاولات فرضها على الامة العربية, ورفض الاعتراف في اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني من بلاده, والتمرد على الواقع العربي الذي خلفه الاستعمار من تجزئة وتخلف اقتصادي واجتماعي.

بلغ الناتج المحلي الاجمالي للدول العربية عام 2006 حوالي 1276 مليار دولار, وبلغ نصيب الفرد 4142 دولارا سنويا وفق التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام ,2007 باعتبار سكان الوطن العربي 318 مليون نسمة, وبهذه الحسبة المضللة المعتمدة كمعيار لمعدل دخل الفرد في الاقتصاد الرأسمالي تم تحديد مستويات دخل الفرد في الوطن العربي, من دون الاخذ بعين الاعتبار الفجوة الكبيرة بين دولة واخرى, او بين الشرائح الاجتماعية في الدولة الواحدة, واذا القينا النظر على بعض النماذج في الوطن العربي نجد ان معدل دخل الفرد في قطر يصل الى 62905 دولارات سنويا بينما ينحدر دخل الفرد في موريتانيا الى 888 دولارا واليمن 936 دولارا سنويا, الفروقات الشاسعة بمعدلات دخل الفرد بين دولة واخرى في الوطن العربي تعكس مدى تكدس الثروة في بعض البلدان العربية, واختفاء الحدود الدنيا من مقومات الحياة في بلدان اخرى, وهي تكشف بوضوح الاسباب الحقيقية وراء تمزيق الوطن العربي الى دويلات ومنع اقامة اي شكل من اشكال التكامل الاقتصادي, لحرمان الشعوب العربية من استثمار هذه الثروة العربية لصالح مشروع تنموي اقتصادي يسهم بتحقيق نهوض وطني عام.